الاثنين، 11 أبريل 2011

في سَفرنا ، عُواءُ كـِلاب كثيرة ~











بعد مَراسم الدَفن والجَنازة ، جاء دَورنا نَحنُ ، لــِ توديعنا -
الساعة الثانية بعد ظهر ذاكَ اليوم الغريب ، إجتمعَ الجميع لتوديعنا فإن نسيتم ، نحنُ مسافرون ولا مَفر من تأجيل السَفر أكثر .
حقائبُ السَفر وضعت جميعها في الحافلة ، وسائقها ينتظر منّا ركوبها للانطلاق ، لكن ألمُ الفراقِ كان صَعباً جدا جدا خصوصا في مثلِ ذاكَ الظرف الذي حدث فَجر ذاكَ اليوم  .
للوَهلةِ الأولى تعمدتُ كبتَ نفسي عنِ البُكاء ، لَكنَ وجوههم التي نتظرُ إلينا مَجبولة بالشفقة وشيئاَ من الحَسرة فَ نحن لَن نكونَ معهم ، خلالَ أيامِ العزاءِ الثلاثة ، بَل سَنكون بعيدين مسافة 1500 كيلو متر عنهم ، في دولةٍ أخرى ، في بلدٍ أخر .
جَعلتني أبكي أكثر فأكثر ..

بعدَ نصف ساعة من التَوديع والدموع المَسكوبة ، ركبنا الحَافلة
، ويممنا وجوهنا شَطر المسجد الحَرام – نَحو بلد الحَرمين ، وعيونهم تُشيعنا بنظراتٍ كثيرة .

أجواء الحافلة كانت غريبة ، تارة صاخبة ، وألفُ تارة يعلوها هدوء الأموات الذي خلفناهُ وراءنا هُناك .
بعد حوالي ساعة وشيئاً قليل وصلنا الحدود الإسرائيلية ، الفاصلة مع الحدود الأردنية ، توقفنا هناك حوالي النصف ساعة ننتظر منهم إشارة للدخول ، وبحمدِ الله إجتزنا العقبة الأولى ، داخلين
المملكة الأردنية الهاشمية .

أما انا فكنتُ في نفسية شبه مرتاحة تقريباً ، أو بالأحرى أحاولُ أن أعودُ نفسي على ذلك ، فمتاعب السفرِ كثيرة ، وخصوصا عليَ ، فلستُ من هواة ركوب الحافلة و السفر فيها لمسافاتٍ طويلة جدا ،
عدا عن الدوار الذي سَيصيبني قريباً صاحباً معهُ تفاصيلَ  المرض ، وسترون ذلك لآحقاً .

مَرّ الوَقتُ علينا مرورَ الكـِرام ، فأما نتحدث ، او نستمع للأناشيد ، او نتذكر أحداثَ موت جَدي رحمهُ الله التي أفجعتنا جميعاً وهكذا . طبعاً الأمر لآ يخلو من الاستراحات على الطريق ، وأحاديثُ الكبار التي لا تنتهي .

خيمَ الليل وسارت الحافلة وَسط جموعٍ غفيرة من الظلام ، وإستسلمنا أخيراً لنومٍ مزعجٍ متقلب -

الساعة الثانية عشرَ منتصفَ الليل – وصلنا الحدود َ الاردنية السعودية ، وهنا واجهتنا العقبة الاولى ..
طلبوا مننا فحص جوزات السَفر – حتى يتسنى لهم اعطاءنا تأشيرة الدخول ،
قام أحد أفراد الجيش الأردني بفحص جوزات السفر لجميع الراكبين ، بعد ذلك قاموا بإعطائنا تأشيرة الدخول ،
سارت الحافلة قليلا نحوَ الحدود السعودية ، أمورنا بأن نخلي الحافلة والتوجه للمكتب لفحص الجواز الأردني وختمهِ .
بعد حوالي نصف ساعة إنتهت هذه المُهمة  ، لكننا لم نعد للحافلة إذ طلبوا من سائق الحافلة ، ركنها في موقف الحافلات ، بعد ان أخلينا الحافلة من جميع ما تحويهِ ، من اغراضنا الشخصية والحقائب ، فهم يريدون إدخال مجموعة من الكلاب لتفتيش الحافلة من المخدرات ، استغربت بادئ الأمر ، ولم أعرف لما كل ذلك ، سألتُ أمي : فأخبرتني أن ذلك من باب الإحتياط رغم انهم يعرفون اننا لآ نملك تلك الأمور ، فقط  الحذر واجب .

بعد ساعة تقريباً وعواء الكلاب يملأ ارجاء المكان ، إنتهت مهمة التفتيش ، اعدنا محتوياتنا لداخلها ، وعدنا نحنُ بدورنا للحافلة ، وبذلك نكون قَد دخلنا
حدود المملكة العربية  السعودية الساعة  الثانية والنصف فَجرَ  اليوم الثاني من السَفر ...




 





يــُتبع


 

0 رؤاكُــم:

إرسال تعليق