الخميس، 14 أبريل 2011

أغماء في صلآتــي !



/



هَل جربتـُم يَوماً ذاكَ الشعور البغيض ؟ المُسمَى دوار السَفر ؟
، انا جربتهُ وعشتُ تفاصيلهُ لمدة يوم ونصف اليوم في الحافلة أثناءَ السَفر .. 

بعدَ دخول الحدود السعودية العربية بحوالي ساعة .. توقفت الحافلة للاستراحة / الساعة الثالثة فجراً ، أمي حفظها الله وضعت الطعام على الطاولة لنتناول وجبتنا .
الحمد لله أكلتُ منهُ شيئاً سدَ جوعي ، لإكمال السَفر بمعدة مليئة ونفسية جيدة ..
بعد ذلك عدنا إلى الحافلة لإكمال مسيرنا نَحوَ مكة حماها الله ، 

مزاجيات مختلفة في الحافلة ، أوجاع أصابتني ودوار بدأ يعتمل في جَسدي ، الشعور مُزعج والله .. كنتُ احاول النوم قليلا بين الفينة والاخرى ،  لكن أيُ نومٍ ذاك .
أشرقت شمسُ اليوم الثاني من السَفر .. والحافلة تشقُ طريقها في الصحراء .. درجة الحرارة مرتفعة ، والمكيف الهوائي ينفث فوق رؤوسنا بقوة مُتعبة ، - لَم اخبركُم انا اعاني حساسية إتجاه هواء المكيف منذ الطفولة ، وذاك استمر معي في الكِبر أيضاً ، فمنذ سَفرنا وأنا اعاني من سُعالٍ خفيف وضيق في التنفس بسببهِ ، وزاد على ذلك الدُوار البغيض .
أصابني الإعياء بقوة والمَسير قد طال ، كانوا يعرضون عليّ الطعام والشراب لكنني كنتُ ارفضهُ بقوة ، فليس لي القدرة حتى ان أراهُ امامي . 

عدتُ مجددا أحاول ُ النومَ ، فلآ اعرف كيف أخيراً استسلمتُ لهُ ، أظنَ ان التعب قد أخذ مني مأخذاً كبيراً ..

اثناء نومي سَمعتُ احدهم يتكلم بالمكبر الصوتي -  الميكرفون يُخبرنا عن قربنا من منطقة آبار علي ، وهي نقطة الميقات لأهلِ الشام ، أي نحن ، للإحرام من هناك وبذلك نبدأ مناسك العُمرة الأولى ..
بدأ يشرح لنا تفاصيلَ العُمرة وما علينا فعلهُ هناك وما إلى ذلك ، 

بعد نصف ساعة من حديثهِ الذي أحدث جلبة بين المسافرين لتخضير انفسهم ، وصلنا بحمدِ الله نقطة الميقات ، توقفت الحافلة بجانب مسجدٍ كبير ، وكان هناك حافلاتٌ اخرى لشعوب َ كثيرة تتحدث لغاتٍ عدة اعتدتُ على رؤيتهم في شاشات التلفزة فقط وسماعهم ..
بعدَ بُرهة كان الجميع خارج الحافلة لتحضير أنفسهم والإحرام ، معشرَ الرِجال وهُم حوالي 10 ذهبوا لتحضير أنفسهم ، ونحنُ النساء توجهنا إلى قسم النساء للتجهيز انفسنا والإحرام أيضا ،

والخطوة الأولى بِ أداء العمرة هي : الإستحمام والوضوء ولبس ثيابٍ نظيفة والخروج بعد ذلك للمسجد والصلاة ركعتين بنية العُمرة ، وقول : نويتُ آداء العُمرة عن نفسي لله تعالى ، اللهُمَ تقبلها مني ويسرها لي
.
انا وامي ذهبنا مع الجميع لقسم النساء للإستحمام ، كُنتَ ما ازال اعاني من دوار السَفر وإعياء شديد هزني بشدة وأرهقني ، كنتُ اسير كالأموات معها ، جلست على أرضية الحمام مغمضة العينين أنتظر أمي ، بعد ربع ساعة جاء دوري – لم أقوى على الوقوف لكنني أجبرت نفسي على ذلك فليس امامنا متسعٌ كبير من الوقت ، بعد حوالي 20 دقيقة خرجت انا ، وضعتُ حجابي وخرجت معي امي للمسجد لآداء ركعتين بنية العمرة ، كان هناكَ جموعٌ كثيرة من النساء منهن يتحدث والآخر يصلي ، بدأت امي في الصلاة ، وانا معها ، بعد تكبيرة الإحرام بدأت بالسورة الفاتحة وسورةٍ قصيرة – هويتُ على الارض ، اصابني الإغماء اثناء الصلاة ، لم أستطع تحمل ذاك التعب .

جاءتني امي ومن حست الحظ انها كانت قد بدأت الصلاة قبلي وأنهتها – اسندت رأسي وحاولت التكلمَ معي ، فأخبرتها بصوتٍ متعب أنني مريضة جدا . قالت لي نامي قليلا علني أشعر بتحسنٍ طفيف – فأنا منذ إثني عشر ساعة لم أذق شيئاً من الطعام ، سوى بضع لقيمات من الماء .   



 

















يــُتبع

2 رؤاكُــم:

بحر العلوم
14 أبريل 2011 في 4:59 ص

الحمد لله ،، لغة سليمة ، وسرد دقيق ، وأحوال ومتنوعة

وفقك الله لما يحب ويرضى ..

رشة ..
15 أبريل 2011 في 1:12 ص

يا حيالله أبو الوَليد ، شُكراً حَجمَ روعة كلماتك وتشجيعك لي

لوجودكُم دافعٌ كبير لرفعِ المعنويات .. : )

أهلا وسهلآ ~

إرسال تعليق