عَلى فراشِ المَوت ~
كُنتم تعلمون كَم كنتُ مُتلهفة للسَفر خارجاً ، والتحضير لهُ .. بحيث كنتُ اقومُ بعد الأيام والساعات لذاك الحدث العظيم .
لكن!
كُلُ ذلك بما حَوى تبدد بلحظةٍ واحد ، بخبرٍ واحد زَلزلَ تفاصيل فرحتي المنتظرة ، إلى رُكامٍ من الحُزن الأليم ..
وذاكَ ما حدث :
بعدَ عِشاء يوم السبت ، قبل سَفرنا بليلة واحدة ، إجتمع الاهل والأصحاب لتودعينا ، امتلئ البيت بالأحاديث والضحكات الكثيرة .. ورائحة القهوة ، ووجوهاً طيّبة .. أحبها كثيراً
أنا في تلك الساعة كنت جالسة مع صديقاتي الثلاثة بمجلس يفصلنا عن الكبار بعيداً نسبياً عنهُم ، نتحدث بإمورٍ تهمنــا يتخللها جنون البنات .. وأشياءَ كثيرة
أثناء جلوسي رنّ هاتفي المحمول وكانت المُتصلة إبنة عَمي ، أجبت على الهاتف بعد الرنين الثالث ، فَوصلني صوتها مُترعٌ بالبُكاء ، تَجمدت أوصالي .. سألتها بإنفعال جلبَ أسماع الآخرين لديّ ، ما بك ِ ؟ قالت / جَدنا مُتعب جداً ( على العلم انهُ في المستشفى ) وأنها منذ ساعة تحاول الإتصال بأبي لكنهُ لآ يجيبُ على هاتفهِ ،
( أبي خرجَ قبل العشاء بساعة تقريباً بسرعة غير طبيعية بعد تلقيهِ مكالمة ضرورية ) ، قلتُ لها بأن تهدأ قليلا ولعلهُ خير إن شاءَ الله أقفلتُ الخط بعد أن وعدتها بالإتصال بعد قليل ، ذهبتُ راكضة إلى امي اخبرتها بما حدث ، فإنتبه الجميع إلى محادثتي مع امي .. وسكتَ المجلسُ عن الكلام ، يترقبون أمي وهي تحاول ُ الاتصال بأبي .. لكنهُ لم يجب على الهاتف
بعد دقائق عادت أبنة عمي بالإتصال أخبرتها انه لم يجب على هاتف امي ايضاً ، فأجشهت بالبُكاء من جديد .. لم اتحمل ذلك فأققفلت الخط ، وجسدي يرتجف خوفاً ، ومعنوياتي التي كانت تحلو السماء بلهفة .. تساقطت بقوة حطمت فرحتي بصمتٍ لآ يشوبهُ سوى معالم وجهي الغريبة /
بعد قليل قام خالي بالإتصال على عمي ليعلمَ منهُ أي شيء ، قال بإنهُ سيعاود الإتصال به بعد قليل ..
بعد مرور 5 دقائق كأنها سنونَ والله ، عاد عمي بالإتصال على خالي .. ومن تفاصيل وجه خالي علمتُ أن الوضع مٌستتب أقفلَ المكالمة واخبر الجَميع بإن وضع جدي حالياً مُستقر ولا شيءَ يدعو للخوف ، هل تعلمون أي شعورٍ أصابني في تلك اللحظة ؟ عجزتُ والله عن الوقوف فهويتُ على الكرسي جالسة ، ودموعي سبقت حروفي بالخروج على الملأ ، ولساني يجهش الحمدلله الحمدلله ، اللهُم إشفهِ وعافهِ يا رب ..
بعد مرور 5 دقائق كأنها سنونَ والله ، عاد عمي بالإتصال على خالي .. ومن تفاصيل وجه خالي علمتُ أن الوضع مٌستتب أقفلَ المكالمة واخبر الجَميع بإن وضع جدي حالياً مُستقر ولا شيءَ يدعو للخوف ، هل تعلمون أي شعورٍ أصابني في تلك اللحظة ؟ عجزتُ والله عن الوقوف فهويتُ على الكرسي جالسة ، ودموعي سبقت حروفي بالخروج على الملأ ، ولساني يجهش الحمدلله الحمدلله ، اللهُم إشفهِ وعافهِ يا رب ..
عاد الجميع للحديث ، وإتصلت بإبنة عمي طمأنتها بأنهُ بخير ولا شيء يدعو للقلق ، أحسست بأنها لم تصدقني فأكدت لها ذلك فهدأت تقريباً وانهت المُكالمة وهي شبه مرتاحة .
أما انا فمعنوياتي بقيت في الحضيض رغمَ تحسن حالة جدي ، إلآ انَ قلبي بقي في حالة نفور شديد من أي شيء .
بعد رحيل الجميع من بيتنا ، والترتيب مَع امي ، جاءني أخي يناديني ، يخبرني بأن أبن خالي حفظهُ الله يريد مكالمتي وتوديعي قبل السفر إذ لم يتسنى لي مكالمتهُ عبر الشبكة العنكبوتية ، بعد السلام عليكُم وكيفَ الحال ، سألني عن معنوياتي ، فأجبتهُ : بأنها في الحضيض ، سألني لماذا ؟ أخبرتهُ عن السبب ، فَ بدأ بتشجيعي رويداً رويداً حتى عادت الحياة إلى قلبي من جديد ، وشيئاً قليلا ارتفعت معنوياتي ، شكرتهُ على مها تفتي والحديث َ معي ،
الساعة الحادية عشر مساءاً أويتُ اخيراً إلى الفراش ، لكن النوم لم يأتيني تلك الساعة ، بقيتُ مستيقظة حَتى تعبتُ واستسلمتُ نهائياً للنوم وكان ذلك الساعة الواحدة تقريباً بعد منتصف الليل .
أحسستُ على جلبة خفيفة في البيت ، الظلام يخيم على المكان ، نظرت إلى الساعة فوجدتها الواحدة والنصف ، أي بعد غفوتي بنصف ساعة ، كان أبي يبحث عن مفاتيح السيارة وأمي بجانبهِ .. وجدها فخرجَ من المنزل ،
شعرت ُ بخطبٍ ما لكنني بقيتُ في وضعيتي لم أتحرك .. انتظرت مجيء أبي ، فعاد بعد حوالي ربع ساعة /
أشعلت أمي الأضواء ، نهضت من فراشي فرأيتُ أبي وأمي وأخي الصغير يهمون بمغادرة المَنزل ، سألتهُم وإنا شبه نائمة ماذا هُناك ؟ قالَ أبي : توفيَ جُدك .. إنَ لله وإن إليه راجعون ....
يُتبع
4 رؤاكُــم:
بالرغم من الحزن الذي يخيم على الكلمات وعلى الموقف الا أن الكتابة مبدعة والحس المرهف فيعا بيّن ،، بوركت ...
شــُكراً لأجلِكَ كبيرة ، ولأنَكَ كُنتَ اولَ المُعقبين بعَد القراءة
أسعدني إعجابُك بما كَتبت ،
رغم أني كتبتها بسرعة كبيرة .. حَتى أبدأ بسرد الأحداث
أحداث مذكراتي هناك
ولأنني تأخرت بسردها ..
بآركَ الله بــِك ، : )
فوضى المٌقل تترامى ،
ما بين تأثّر بالحدَث .. والاخر
والقلبُ صديقتي في أوج خفقانِه !
يآ حَبيبة ، أتعبني خفقان هذا القَلب والله
لَكنني أحمدُ الله : )
أسعدني مُروركِ هنا ، دُوما كُوني بـِِ قربي
فَ حروفكِ تُنعشُ تفاصيل كلماتي ، فأكتب : )
إرسال تعليق