صُدفــَة ..
اكتست السَماوات ُ بانكسارات مَلونة ٍ زاهِية ، وَتلألأ في عينيها بَقايا نَهار ، وَعلى غفلةٍ نامتْ تِلك العيون وَغاصت الروح إلى اللا مكان .
دربٌ ضِفافهُ من ملمس المُخمَل كَقلبه ِ تماماً كما وصفوهُ لها ، صوروهٌ بهَيئَة ِ المَلاك مَلامحَهُ كَالبَشر ، وَسنوات ُ عمرهِ ورودٌ خافقات ِ بالحياة تَشذي ولا تذبل .
وَعلى إيقاع ِ نَبضها نـَسجت سيمفونية عذبة أبطالها تلك الوجوه ، وجوهٌ طُرِزتْ ملامِحها بلحظات ٍ شتى ضحكات ، انكسارات ، دموع ، وبعضا من الصمت ، وفي كل مرة يأخذونَ من أرواحِهِم أنفاسا طويلة وتتكلم العيون .
في الوقت إلي أُغلقت فيه نوافذُ السعادة ، لا بأس بأن تمتلك لنفسها قلباً ينبضُ بإخلاص ٍ وصدق ٍ دونَ مقابل ، ودون َ مقابل ٍ لأجلها .
يقينة هي بأنهُ كان مجرد اتصال عابر وحديثٌ على عُجالة من أمره ِ ، لكنهُ والله قد حَمّل كل الأشياء الجميلة في دنياها دفعة واحدة وأشياء أخرى كثيرة سُجنت منذ زمن ٍ في صدرها تخرجُ اليوم على الملأ براءة .
نقاءٌ بديع وكلمات ٌ مسبوكة انه الكلام الذي يتخبطُ داخلها ويهربُ منها هنا وهٌناك ليُحدِثَ في وقعهِ مشاعر رهيبة مٌتدفقة .
كَم اعشق ُ رؤية وجهها عندما تحدثهُ فكأن َ كل مشاعر المعمورة تُرسم بفن ٍ على وجنتيها وعيونها تتكلم قبل َ فيها والله . ذلك الاتصال الغريب بينهما أشبهُ بتعلق الفراشات بالأزهار والنَجمات ِ بالقمر كَتعلقها به ِ .
ألاحق كلماتها بشغفٍ فحديثها عنهُ عذبٌ كالماء ، فبمجرد أن يُذكر بين الحاضرين أسمهُ ، يسبب لها أزمة خَجل وَيُكَوّن أعمق ُابتسامة .
عَدى عن تِلك الأشياء التي تعتريها فهي تمنحني دهشة عجيبة ، في حضوره تغدو كالأطفال وأكثر بالبراءة والصفاء ، وكأنهُ بذلك الحضور يمنحُها شيئاً جديدا ليس لي أن افهمهُ ، شيءٌ يجعلها مُفعمة بِروح الطُفولة النَقية ، فحنانهُ لها غناءٌ صاخب يتصاعد يُلامس زغب اليمام الأبيض ، ففي خيالاتها التي لا حصر لها تلاقت الأرواح ومضت في عناق ٍ طويل ، عناقا لستُ بقادرة على تحديد وصفه ِ فأعودُ لدهشتي مفتونة بهما .
جُل ما ايقنتهُ من كل ذلك ان الله قد رماه ُ في طريقها كهدية من أثمن ِ الهدايا ونعمة مختلفة عن غيرها من النعم .
في غير الزمان وفي غير المكان ذلك اليوم الهدية شاء القدر صُدفة اللقاء بينهما .
.
.
.
تـَناقـُض كَسَرَ الهَدية .. حَتى تلاشتْ !
صُدفة اللِقاء تِلكْ والهَدية الثَمينة مَا هِي إلا من نَسجِ خيالاتِها وَحتى إن لاَمَستْ شيئاً مِن الواقِع فَهي تأبى بـِ قوة تَصديقهُ والوُثوقَ فيه .. !
شاءَ القَدر تِلكَ الصُدفَة المَزعومَة
فَرسَمت لِنفسها أحلاماً وَردية عانقَت بـِ لَهفة كُلَ السَماء
وَجالستْ القَمر في الليالي الصيفية الدافئة .. تُحدِثهُ قِصة الهَدية
لَكِن عَلى غَفلةٍ مِنها سَقطت وعادت مِن الأحلام والجَلسَات الصيفية
ومِن فَرطِ ذهولِها نَسجَت سيمفونية مَريرة رَقصت عَلى وَقعِها وَجعاً كثيراً أدماها
تَلاشَتْ الهَدية والشَدوَ غدا نَعيباً ..
وصُدفة اللقِاء تِلك .. غَدت كـ غيرها من الصُدف .. غادَرتها
وهذهِ المَرة دوُنَ الرجوُع ..
فَقد مَلّت الانتظار .. !
0 رؤاكُــم:
إرسال تعليق